رسالة اخيرة من مجهول
زجاجة سقطت فوق راسي من دون سابق انذار كان مكتوب فيها هذه الرسالة..وبرغم انها تكسرت فوق راسي الي مئات القطع..الا انه كان يبدو من شدة الصدمة انها قطعت مسافة طويلة جدا حتي تصل الي..كانت الرسالة مكتوبة في ورقة ملفوفة وموضوعة داخل الزجاجة بحيث انك لا تستطيع اخراجها الا اذا كسرت الزجاجة..وقد كان..
كان مكتوب فيها ما يلي:
"اعرف انك ما دمت تقرا هذا الكلام الان فان هذا معناه ان رسالتي وصلت الي اي احد..ولا اريد الا هذا..فلن يفيدك او يفيدني ان تعرف من انا..انا فقط من كتب هذه الرسالة
في قريتي كنا صغارا نلهو ككل الاطفال..وامام مدخل القرية يقبع جبل عظيم تحكي عنه الاساطير..فالبعض يقول انه من اوجد قريتنا من العدم..والبعض يقول انه حي وانه يتحرك ليلا من مكانه..لكن الجميع اجتمعوا علي قصة واحدة..مفادها ان شعبا من الابطال يعيش فوق هذا الجبل..وان هؤلاء الابطال هم من ابناء قريتنا ممن امتلكوا الجراة ان يتسلقوا هذا الجبل..وانهم ما ان يصلوا الي قمة هذا الجبل بعد ان يجتازوا كل الصعاب في الطريق الي ذلك..يجدوا في الاعلي كل النعيم وكل اشكال المتعة والراحة..نساء وطعام وشراب..الجنة كما يجب ان تكون
وتحكي القصة عن كثير من ابناء قريتنا ممن ساقتهم الجراة ان يخوضوا تلك المحاولة..البعض منهم عادت جثته الينا بعد ان سقطت من ارتفاع هين..والبعض لم تعد..فقدر اهل القرية انهم اما وصلوا الي القمة او ان جثتهم سقطت من ارتفاع شاهق فتلقفتها الصقور قبل ان تصل الينا..
ولم اعرف لم اختارني الاطفال من اهل القرية ساعتها لهذا التحدي..فقد صاروا اياما متتالية لا سيرة لهم الا عجزي وخوفي من صعود الجبل..حتي صاروا ينادونني بها من تحت منزلي اذا ارادوني للعب..
كنت اشعر في قرارة نفسي ساعتها انهم يتحدونني انا بالذات لانهم يلمسون مني جراة حقيقة علي ذلك بعكسهم جميعا..وهم فقط يريدون ان يتاكدوا مما يعرفون عني..ولا اعرف لم صدقتهم في ذلك..ربما لانني انا ايضا كنت اريد ان اتاكد..ام تراني كنت متاكداا لكني كنت اريد ان اثبت لهم.؟..لم اكن ادري ساعتها..لا ادري الا انني ظللت اياما عديدة لا انام..فقط ارسم صورا في خيالي لهذا الجبل..وصخوره..وقمته..تلك التي يحكون عنها..واعزي نفسي باني اذا صعدت ساكون مع الابطال المغاوير..وسأنعم بما ينعمون..
كانت تلك الليلة التي نضج فيها الحلم..وصرت لا اعرف لنفسي طريقا الا طريق الجبل..وكاني قد خلقت لهذا..اذ ارتسمت كل الصور امامي بوضوح تام..انا علي القمة..وهم في الاسفل يصفقون ويهللون ويسبحون باسمي. . والابطال في الاعلي يتلقفونني بالاحضان..كان الامر واضحا اكثر من اللازم..
ووجدت نفسي عند سفح الجبل..ولا اذكر حتي كيف وصلت الي هناك في ليلة باردة مظلمة كتلك..تشتبه تماما هذه الليلة التي اكتب فيها رسالتي هذه..
وبدأت رحلتي الي هنا..
اعواما كثيرة قضيتها صعودا الي هنا..رايت شروقات وغروبات عدة..رايت الفصول تتكرر..وعايشت اجيالا من الطيور..وشاهدت قصصا مفعمة بالدرامية ابطالها حيوانات الجبل..ولحظات كثيرة لم اكن اعرف فيها في أي الاتجاهات اسير..الي الاعلي ام الي الاسفل..لكنني في كل اللحظات كنت ماضيا كالآلة..ولم اشك لحظة في انتصاري..ولم اشعر في ذلك بلذة..فقد كان لي وكانه القدر الذي لا املك الا تحقيقه..
وعندما وصلت الي هنا..لم اجد احدا..كل ما كان يحكونه عن القمة هراء..وكلام فارغ..لم يصل الي القمة غيري
ولا شئ فوق القمة..فقط قمة كاي قمة..كل ما يميزها..هو انه لايمكن النزول عنها..هذا فقط..لانه لا احد يتحمل تلك الرحلة مرتين في العمر ابدا..
اشجار قليلة هنا مثل اشجار الجبل التي عند السفح..عليا بضعة ثمار نادرة تضمن لانسان واحد الا يموت جوعا..وغدير ماء صغير..نحتته هنا مياه الامطار علي مر السنين..لا شئ يختلف كثيرا عن الاسفل..
وطوال الاعوام الماضية لم يقتلني الجوع ولا العطش..فقط ..الوحدة كانت تقتلني كل يوم..فالان وبعد اعوام لم اعد اعرف عددها..صرت لا اميز جيدا بين النوم واليقظة..وانمحت من ذاكرتي اصوات اللغة..فلم اعد اعرف كيف تنطق لغتي..تلك التي حاولت جاهدا ان احافظ عليها وانا علي القمة بان مكثت اشهرا عدة..استيقظ كل يوم لاظل اردد ما اذكر من حروف وكلمات حتي لا انساها..لكنني وبعد فترة ايقنت من انه لا داعي للاحتفاظ باللغة ما دمت لن استخدمها مرة اخري..تقريبا مات عندي كل شئ له علاقة بمن في الاسفل..فقط..التعاقب الروتيني للنهاروالليل..وحياة لا جدوي لها سوي مجد متخيل ومعجبين وهميين في الاسفل ينعمون بزوجاتهم واطفالهم وحتي اعدائهم..ولا اعني انا لهم شيئا الان..لكنني وبعد كل هذه السنين ادركت لماذا اختاروني انا لهذه المهمة المستحيلة..ادركت
الان وبعد كل هذه السنين انهم في الاسفل..قد ارادوا التخلص مني..فقرروا ان يقتلوني بالمجد..ولم يكن يقتلني طيلة الايام الماضية سوي ان احدا لم يعلم بذلك..اما الآن..وبعد ان اطماننت ان احدا ما-في وقت ما- سيقرأ رسالتي ليعلم ما حدث..بامكاني ان اتبع رسالتي الي العالم الحقيقي..الي الاسفل"
وخيل الي اني سمعت علي مسافة بعيدة..صوت ارتطام بالارض
كان مكتوب فيها ما يلي:
"اعرف انك ما دمت تقرا هذا الكلام الان فان هذا معناه ان رسالتي وصلت الي اي احد..ولا اريد الا هذا..فلن يفيدك او يفيدني ان تعرف من انا..انا فقط من كتب هذه الرسالة
في قريتي كنا صغارا نلهو ككل الاطفال..وامام مدخل القرية يقبع جبل عظيم تحكي عنه الاساطير..فالبعض يقول انه من اوجد قريتنا من العدم..والبعض يقول انه حي وانه يتحرك ليلا من مكانه..لكن الجميع اجتمعوا علي قصة واحدة..مفادها ان شعبا من الابطال يعيش فوق هذا الجبل..وان هؤلاء الابطال هم من ابناء قريتنا ممن امتلكوا الجراة ان يتسلقوا هذا الجبل..وانهم ما ان يصلوا الي قمة هذا الجبل بعد ان يجتازوا كل الصعاب في الطريق الي ذلك..يجدوا في الاعلي كل النعيم وكل اشكال المتعة والراحة..نساء وطعام وشراب..الجنة كما يجب ان تكون
وتحكي القصة عن كثير من ابناء قريتنا ممن ساقتهم الجراة ان يخوضوا تلك المحاولة..البعض منهم عادت جثته الينا بعد ان سقطت من ارتفاع هين..والبعض لم تعد..فقدر اهل القرية انهم اما وصلوا الي القمة او ان جثتهم سقطت من ارتفاع شاهق فتلقفتها الصقور قبل ان تصل الينا..
ولم اعرف لم اختارني الاطفال من اهل القرية ساعتها لهذا التحدي..فقد صاروا اياما متتالية لا سيرة لهم الا عجزي وخوفي من صعود الجبل..حتي صاروا ينادونني بها من تحت منزلي اذا ارادوني للعب..
كنت اشعر في قرارة نفسي ساعتها انهم يتحدونني انا بالذات لانهم يلمسون مني جراة حقيقة علي ذلك بعكسهم جميعا..وهم فقط يريدون ان يتاكدوا مما يعرفون عني..ولا اعرف لم صدقتهم في ذلك..ربما لانني انا ايضا كنت اريد ان اتاكد..ام تراني كنت متاكداا لكني كنت اريد ان اثبت لهم.؟..لم اكن ادري ساعتها..لا ادري الا انني ظللت اياما عديدة لا انام..فقط ارسم صورا في خيالي لهذا الجبل..وصخوره..وقمته..تلك التي يحكون عنها..واعزي نفسي باني اذا صعدت ساكون مع الابطال المغاوير..وسأنعم بما ينعمون..
كانت تلك الليلة التي نضج فيها الحلم..وصرت لا اعرف لنفسي طريقا الا طريق الجبل..وكاني قد خلقت لهذا..اذ ارتسمت كل الصور امامي بوضوح تام..انا علي القمة..وهم في الاسفل يصفقون ويهللون ويسبحون باسمي. . والابطال في الاعلي يتلقفونني بالاحضان..كان الامر واضحا اكثر من اللازم..
ووجدت نفسي عند سفح الجبل..ولا اذكر حتي كيف وصلت الي هناك في ليلة باردة مظلمة كتلك..تشتبه تماما هذه الليلة التي اكتب فيها رسالتي هذه..
وبدأت رحلتي الي هنا..
اعواما كثيرة قضيتها صعودا الي هنا..رايت شروقات وغروبات عدة..رايت الفصول تتكرر..وعايشت اجيالا من الطيور..وشاهدت قصصا مفعمة بالدرامية ابطالها حيوانات الجبل..ولحظات كثيرة لم اكن اعرف فيها في أي الاتجاهات اسير..الي الاعلي ام الي الاسفل..لكنني في كل اللحظات كنت ماضيا كالآلة..ولم اشك لحظة في انتصاري..ولم اشعر في ذلك بلذة..فقد كان لي وكانه القدر الذي لا املك الا تحقيقه..
وعندما وصلت الي هنا..لم اجد احدا..كل ما كان يحكونه عن القمة هراء..وكلام فارغ..لم يصل الي القمة غيري
ولا شئ فوق القمة..فقط قمة كاي قمة..كل ما يميزها..هو انه لايمكن النزول عنها..هذا فقط..لانه لا احد يتحمل تلك الرحلة مرتين في العمر ابدا..
اشجار قليلة هنا مثل اشجار الجبل التي عند السفح..عليا بضعة ثمار نادرة تضمن لانسان واحد الا يموت جوعا..وغدير ماء صغير..نحتته هنا مياه الامطار علي مر السنين..لا شئ يختلف كثيرا عن الاسفل..
وطوال الاعوام الماضية لم يقتلني الجوع ولا العطش..فقط ..الوحدة كانت تقتلني كل يوم..فالان وبعد اعوام لم اعد اعرف عددها..صرت لا اميز جيدا بين النوم واليقظة..وانمحت من ذاكرتي اصوات اللغة..فلم اعد اعرف كيف تنطق لغتي..تلك التي حاولت جاهدا ان احافظ عليها وانا علي القمة بان مكثت اشهرا عدة..استيقظ كل يوم لاظل اردد ما اذكر من حروف وكلمات حتي لا انساها..لكنني وبعد فترة ايقنت من انه لا داعي للاحتفاظ باللغة ما دمت لن استخدمها مرة اخري..تقريبا مات عندي كل شئ له علاقة بمن في الاسفل..فقط..التعاقب الروتيني للنهاروالليل..وحياة لا جدوي لها سوي مجد متخيل ومعجبين وهميين في الاسفل ينعمون بزوجاتهم واطفالهم وحتي اعدائهم..ولا اعني انا لهم شيئا الان..لكنني وبعد كل هذه السنين ادركت لماذا اختاروني انا لهذه المهمة المستحيلة..ادركت
الان وبعد كل هذه السنين انهم في الاسفل..قد ارادوا التخلص مني..فقرروا ان يقتلوني بالمجد..ولم يكن يقتلني طيلة الايام الماضية سوي ان احدا لم يعلم بذلك..اما الآن..وبعد ان اطماننت ان احدا ما-في وقت ما- سيقرأ رسالتي ليعلم ما حدث..بامكاني ان اتبع رسالتي الي العالم الحقيقي..الي الاسفل"
وخيل الي اني سمعت علي مسافة بعيدة..صوت ارتطام بالارض