الاثنين، أبريل ٢٨، ٢٠٠٨
السبت، أبريل ٢٦، ٢٠٠٨
سيد مقام النهاوند
كلما سمعت صوته في احدي اغنياته،او صوت عوده في احدي مقطوعاته ، يلح علي عقلي فجأة ان اسميه هذا الاسم.."سيد مقام النهاوند".. وفي الاونة الاخيرة ،بدا الامر كلعنة ما،اذ صار يتكرر بالحاح مستفز..جعل الاستماع اليه امرا مرهقا حقا.
ولذا قررت ان اكتب عنه لربما استطيع بذلك ان اتخلص من مفعول تلك اللعنة التي حلت بي..
انه هو "مارسيل خليفة"..
الامر كله بدأ معي عندما استمعت اليه لأول مرة بانصات حقيقي وقلب مفتوح..فشدني ذلك الاحساس المبهم في جو اغانيه..شئ ما في صوته وموسيقاه بدا كأنه ينادي علي من مكان بعيد جدا في طفولتي..ربما كلمات قصائد الشاعر"محمود درويش" التي لحن وغني منها "مارسيل خليفة" الكثير..حتي ارتبط اسماهما و كونا ثنائيا يذكرني بثنائي "احمد فؤاد نجم" و "الشيخ امام" القريب الي الذهن..
ربما صوته الذي يغمرك باحساس هائل بما يقول..او ربما ذلك التناسق الهارموني الرائع بين الاته الموسيقية المصاحبة..
لكنني عرفت السر اخيرا..انه مقام النهاوند..
كثيرون لا يفهمون فكرة المقام الموسيقي..اقول بداية ان فكرة المقامات الموسيقية تشبه الي حد بعيد فكرة ابحر الشعر..ولمن لا يعرف ابحر الشعر اقول ان الموضوع بسيط..تخيل انك عدت الي بيتك يوما ما وتشعر بسعادة غامرة..فقررت ان تصعد درجات سلم منزلك بترتيب مختلف عن الترتيب المعتاد..درجة..درجة..درجتين..درجة..
في يوم اخرعدت حزينا فصعدت الدرجات بترتيب اخر..درجة..درجتين..درجة..درجتين..
وهكذا..
وبنفس الطريقة فان الموسيقي تتكون من درجات صوتية متتالية بامكانك ان تصعدها وتهبطها في كل مرة بترتيب مختلف..فيعطيك كل ترتيب احساسا مختلفا..
ومارسيل – ذلك الذي توج نفسه ملكا علي مملكة مقام النهاوند- يحمل لي من المعاني اكثر مما تحمل الحانه..فصوت "مارسيل" كان صوت حنيني عندما غني "احن الي خبز أمي.. وقهوة أمي" لمحمود درويش.. وكان صوت حزن امهات الشهداء عندما غني "بالاخضر كفناه..".. وكان صوت غضب الملايين عندما غني "نشيد الانتفاضة"..
وحتي عندما غني قصيدة "انا يوسف..يا ابي " تلك القصيدة التي واجه بسيبها محاكمة بتهمة ازدراء الاديان واهانة النص القراني –كان يحمل لي اشياء اعمق كثيرا مما راي محاكموه.
ربما صوته الذي يغمرك باحساس هائل بما يقول..او ربما ذلك التناسق الهارموني الرائع بين الاته الموسيقية المصاحبة..
لكنني عرفت السر اخيرا..انه مقام النهاوند..
كثيرون لا يفهمون فكرة المقام الموسيقي..اقول بداية ان فكرة المقامات الموسيقية تشبه الي حد بعيد فكرة ابحر الشعر..ولمن لا يعرف ابحر الشعر اقول ان الموضوع بسيط..تخيل انك عدت الي بيتك يوما ما وتشعر بسعادة غامرة..فقررت ان تصعد درجات سلم منزلك بترتيب مختلف عن الترتيب المعتاد..درجة..درجة..درجتين..درجة..
في يوم اخرعدت حزينا فصعدت الدرجات بترتيب اخر..درجة..درجتين..درجة..درجتين..
وهكذا..
وبنفس الطريقة فان الموسيقي تتكون من درجات صوتية متتالية بامكانك ان تصعدها وتهبطها في كل مرة بترتيب مختلف..فيعطيك كل ترتيب احساسا مختلفا..
ومارسيل – ذلك الذي توج نفسه ملكا علي مملكة مقام النهاوند- يحمل لي من المعاني اكثر مما تحمل الحانه..فصوت "مارسيل" كان صوت حنيني عندما غني "احن الي خبز أمي.. وقهوة أمي" لمحمود درويش.. وكان صوت حزن امهات الشهداء عندما غني "بالاخضر كفناه..".. وكان صوت غضب الملايين عندما غني "نشيد الانتفاضة"..
وحتي عندما غني قصيدة "انا يوسف..يا ابي " تلك القصيدة التي واجه بسيبها محاكمة بتهمة ازدراء الاديان واهانة النص القراني –كان يحمل لي اشياء اعمق كثيرا مما راي محاكموه.
ولذا فان "مارسيل خليفة"ليس فقط ملحنا رائعا..أو مؤلفا موسيقيا عبقريا..لكنه تجربة لها خصوصيتها الشديدة في حياتنا الثقافية والسياسية و علامة لا تنسي في تاريخ النضال..ومازال "مارسيل خليفة"- سيد مقام النهاوند- يوزع علي محبيه لحظات من الاحساس الصادق في كل مرة يمسك فيها بعوده..
Posted by yamen at ١٠:١٤ م 14 comments
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)